الجمعة، 3 يونيو 2011

.. أينَ يُبَاع النِسْيان ...!


~





يا سَيّدِي يا سَيد الغِيابْ ..
في غِيابُك كُل محاوَلاتِي بإجْهَاضك باتَتْ بِالفَشْل فَـ أنتْ كُنتَ الوَليدْ المُنتظَر لأحْلامِ كَثيره
لَكِنكْ عَلِقْت بِرحم أوجَاعَي دُون جَدَوى بِقُدومِكَ ولا شَجاعَةُ منِي بِإجهاضك ..
ياصغيري المُتَشَبِث فِينِي أنتْ تُؤلِمُني بِحق ... تُؤلمني كَثيراً ..
لِيتَني كُنتُ عَاقِر ..
لِيتَني كُنتُ عَاقِر ..


أينكَ مِني ..!
كُنت يومَاً مِلء السَمعْ والبَصَرْ والفُؤاد , أينَكَ الآن ..!
أما اّن لَك أن تَعُود ..!
أُقسِمْ لَكْ أن مَضْغَات الفَقد لا أقْواها وَغَصاتُ الحَنينْ تَبدُو مَهِيبَةْ وهَذا القَمر لَنْ يَكُف عُن تذْكِيري بِكْ ..
وأَمَلِيْ بِعُودَتِك يأبَى أنْ يَشِيخْ وأنَا بِدُونك إمْرأةُ خَرْسَاء أخْشَى الوُجُوه مِن بَعدِك ..
صَمَّاءْ لا أُعْطِي بالاً لثَرثَراتْ الناصِحِينِ بأنْ أنسَاك .. والعَابِثينْ بأنْ تركْتنيْ عِضةً لَهُم يَتهامَسوُن فِي حُضورِي ..
وأنتْ لا زِلتَ تُمارِسْ الغِياب الذِي يَمضِي بِك بَعيدَاً عني ..
وأنا لا زِلتُ أهْدُر مَاء حَنينيْ وإشْتياقِي وإنْتِظارِي لَكْ ...


أشْعُر بأنِي حَزينَه مُتعَبَه بِمَا يَكفِي لِقتل كُل نِسَاء العَالم ..
فـ العُمرَ يَمضِي بِي إلى المُوت وأنَا كبُلهَاء أنْتَظرك عَلى مَقعدٍ وَحِيْد فِي مَطَار الراحِلين إلى الأبَد ..
حيثُ تُباعَ تّذاكِر الذَهاب بِلا إيابْ ..
وَنظرات الرَاحِلينْ تَرمُقني بإسْتغرابْ ومَلامِحهُم تُحَدثِني بِأنْ لا أمَل للعُودَه ..


مَعْضَلتِي مَعَكْ لَم تَكُنْ الغِياب فَقط ..
قَبل أن تَرْحل كُنت بإيْجَازٍ شَديد .. تَخونْ .. تَجرَح .. تُكابِر .. تّغْدُر .. تُؤلم .. ثُم تَرحَل
وأنَا رَغمَ شِدة انْكِسَاري مِنك أرَددِ : عَفى الله عَما مَضى , خِشيَة أن أفتَقِدك .. وَهَا أنا الآن أفتَقِدك ..
ليْتك مَنحتَنِي شَهَادة مِيلاد أخْرَى قَبْل رَحِيلك ..


اّن لِي أن أنتَهِي مِنك ...
فَقَط .. أينَ يُبَاع النِسْيان ...!









~

ليست هناك تعليقات: